Jumat, 01 Juni 2012

الأشاعرة عند العلماء


تقريظ الشيخ الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.    وبعد:
فإن الإمام أبا الحسن علياً بن إسماعيل الأشعري (260-330هـ) واحد من عيون رجال السلف، ومن أبرزهم علماً واستقامةً على نهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن تجاهل هذه الحقيقة فقد خاصم التاريخ وتعامى عن الواقع المرئيِّ لكل ذي عينين.
وإن الإمام الأشعري لم يبتدع رأياً، ولم ينشئ مذهباً، وإنما كان مقرراً لمذهب السلف، مناضلاً عن الحق الذي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أصحابه، شهد له بذلك كل أئمة التفسير والحديث والفقه الذي كانوا في عصره.
فمن ركب رأسه في إنكار هذا الذي شهد له به أئمة السلف، فهو مفتئتٌ على السلف، كاذب في دعوى اقتدائه بهم ومحبته لهم. وإن أتباعه الذين جاؤوا من بعده، لم يكونوا في سيرهم على نهجه إلا كأتباعه الذين اتبعوه وأحدقوا به في عصره، فمن سفههم أو انتقصهم أو نسبهم إلى ابتداع، فقد رمى بذلك الأئمة الذين هم لباب السلف وخيرتهم في عصره، والذين كانوا السواد الأعظم والأمناء على كتاب الله وسنة رسوله.
وقد سألت واحداً من هؤلاء الذي يبدِّعون أتباع الإمام الأشعري ويسفهونهم، ويلقون الكلام في ذلك على عواهنه: ما الذي تنقمه منهم؟ وما البدعة التي ابتدعوها ففسقتهم؟
فقال لي: تعطيلهم القرآن بالتأويل الذي ابتدعوه... قلت له: ما من كلمة أوَّلُوها إلا وفي أئمة السلف من أوَّلها، إذ كان السبيل إلى فهمها اجتهاداً يتسع لأكثر من فهم واحد.
ألا تعلم أن في السلف من أوَّل كلمة "استوى" في مثل قوله تعالى:
(ثم استوى إلى السماء وهى دخان )
ومن أول كلمة "الوجه" في قوله تعالى:
( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
وأول "الضحك" في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضحك ربكما الليلة من فعالكما".
وأوّل الفراغ فى قوله تعالى : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان )
وهل في هؤلاء الذين يعتزون بنسبتهم وَحْدَهُم إلى السلف من لم يؤول كلمة "يحبهم" في قوله تعالى: ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )
ومن لم يؤول "المعية" في قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم )
ومن لم يؤول "القرب" في قوله تعالى: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
فلماذا تبررون لأنفسكم هذا الذي لا تبررونه لمن هم ليسوا أقل منكم علماً، بل إنكم لتعلمون أنهم القدوة الصالحة لهذه الأمة؟!..
لماذا يكون تأويل الأشاعرة لما بَرْهَن الدليل الاجتهادي على صحة تأويله تعطيلاً وابتداعاً، ويكون تأويلكم لما قد لا نؤيدكم فيه سلفية صافية ملتزمة لا تعطيل فيها ولا تأويل؟!
كنا نقول بالأمس: قاتل الله الجهالة، كم تحجب العقل عن الحق، ولكنا نقول اليوم: قاتل الله العصبية العمياء، كم تحجب العين المبصرة عن رؤية الشمس صافيةً لألاءةً في كبد السماء!..
على كلٍّ، إني أشكر لهذين الأخوين جهودهما في إبراز البدهيات والتدليل عليها، وإنها لجهود شاقَّة تقتضي مع الشكر عليها الإعجاب بها، ألم يقولوا من قبل: مِن أشكل المشكلات إيضاح الواضحات؟! فلقد استطاعا أن يخترقا هذا الإشكال وأن يزيدا هذا الحقيقة الواضحة وضوحاً، وأن يضاعفا من بداهتها أمام سائر العقول والأبصار.
وإني لعلى يقين بأن الجهل لا يستطيع أن يقاوم هذه البداهة ويتغلب عليها... أما العصبية العمياء فإني لعلى يقين بأنها على استعداد لأن تكتسح في طريقها كلاًَ من الدنيا والآخرة، وأن لا تبقي أمامها إلا أطيافاً من الوهم، تتعامل معها وتدافع عنها.
إني بمقدار ما أشكر هذين الأخوين وأدعو الله لهما، أدعو لمن يقبعون في سجن هذه العصبية أن يكرمهم الله بانطلاقه آمنة وسريعة منه، قبل أن يفوت الأوان وَيَدْلَهِمَّ من حولهم الليل، ويختلط ظلام السجن الذي يتطوحون فيه بظلام العاقبة التي لا يجدي معها أي شيء.
الشيخ أ.د محمد سعيد رمضان البوطي
تقريظ الشيخ الأستاذ الدكتور على جمعة
مفتي الديار المصرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نور قلوب أحبابه بحسن الاعتقاد، فبصرهم بحقائق الإيمان به فكان عين الإسعاد، فعبدوه مخلصين له الدين فصاروا خير عباد. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي إلى سبيل الرشاد، وعلى آله وصحبه المتزودين بخير زاد.
أما بعد،
فقد أبان الله سبحانه وتعالى لخلقه من مكونات خزائن جوده وكرمه ما أبرز لهم به جميل صفاته وأسمائه فتعرفوا بها وعاشوا فيها متولهين به حباًّ وشوقاً، فصرف جميل الصفات البارزة تجلياتها في الكون أهل الله عن التفكير في ذاته سبحانه وتعالى، وانشغلوا بالتفكر في آلائه، فكانوا على قدم الاتباع للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في إرشاده لهم عندما قال: "تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذاته". رواه البيهقي في (الشعب) والطبراني في الأوسط.
وسارت على هذا المنهج الأمة المحبة لله سبحانه وتعالى، سلفاً وخلفاً لم يحد عن ذلك إلا غافل أو هالك، وكان هذا المنهج منهجاً وسطاً بين من أساؤوا الظن بالله فتفكروا في ذاته، فوقعوا في التجسيم –والعياذ بالله- أو كادوا، وبين من أنكروا صفاته العلية سبحانه وتعالى. وهكذا كان السادة الأشاعرة رحمهم الله سلفاً وخلفاً على المنهج الوسط، والبصيرة التي أبصروا بها حقيقة الوقوف بالأدب في المعاملة مع الله سبحانه. وهذا ما جعل العلماء قاطبة يطلقون على السادة الأشاعرة أنهم أصحاب المذهب الحق، فكانوا أحق بها وأهلها. واستقر التدريس في كل معاهد العلم العريقة في الأمة الإسلامية مثل الأزهر الشريف، والزيتونة، والقيروان على تدريس مذهب السادة الأشاعرة اعترافاً من المحققين من علماء الأمة بأنه المذهب الحق. وإيمان العلماء هذا هو الذي دفع كثيراً منهم إلى الدفاع عن مذهب السادة الأشاعرة، فألَّف الحافظ ابن عساكر كتابه الماتع(تبيين كذب المفتري) في نصرة مذهبهم. وصنَّف العلامة أبو حامد المرزوقي- وهو الشيخ العربي التباني- كتاباً أسماه (براءة الأشعرين). فكانت نصرتهم هذه نصرة للحق وأهله، وقد توالت المصنفات من العلماء المحققين في بيان مذهب أهل الحق (الأشاعرة) والدفاع عنهم. ومن هذه المصنفات هذا المصنف المبارك الذي سار على هذا الدرب المبارك من نصرة أهل الحق ومذهبهم. فبارك الله فيه وفي مصنفيه ونفع بهما في الدارين. آمين.
                                                كتبه
                  الشيخ أ.د على جمعه محمد (مفتي الديار المصرية)
                  27 رمضان 1425هـ الموافق 10/11/2004م
تقريظ الشيخ الأستاذ
الدكتور  وهبة الزحيلي

أخوي الكريمين الأستاذ حمد السنان والأستاذ فوزي العنجري أيدهما الله.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
أشكر لكما رسالتكما الكريمة، وأقدر لكما تقديراً بالغاً هذا الجهد الطيب الذي بذل في جمع مقالات العلماء والأئمة الثقات حول الأشاعرة والإمامين أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي.
لقد أنصفتم الحقيقة، وأوضحتم وجه الحق وطريق السداد والصواب، وبيان تاريخ نشوء هذين المذهبين المتقاربين جداً، من غير خلاف جوهري، وقد شاع بين المسلمين قاطبة اتباع هذين الإمامين، لأن القرآن حمَّال أوجه، والنصوص الشرعية محتملة، ويستحيل على أهل المعرفة والعلم إنكار وجود المجاز في القرآن والسنة النبوية.
ومن أنواع  المجاز النصوص المتشابهة، ولكن مع التزام النص وتفويض الشأن إلى الله عز وجل، فلا تعطيل كالجهمية، ولا تشبيه كالمجسمة، ولا مساس بجوهر الاعتقاد بالذات العلية والإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العليا، في ضوء الآية الكريمة : ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) [الشورى: 11].
لكن ابتليت الأمة الإسلامية بفئة تسرعت في التخطئة، وبادرت إلى القول بالتضليل، دون تثبت ولا رويّة، مع أن أهل السنة والجماعة كلهم يفوضون إلى الله تعالى بيان المراد القطعي، ونحن مع جمهور السلف في التفويض، والتأويل اجتهاد، وسندنا فيه ما اتجه إليه جماعة من الصحابة، علماً بأنه لو كان هناك خطأ واضح أو مساس بالاعتقاد لأنكر الصحابة الكرام على من جنح إلى التأويل المقبول من غير مساس بمدلول النصوص الواردة ولا خروج عنها، فما أجدرنا وأحرى بفئة تكفير أو تضليل بقية المسلمين أن يتريثوا ويتئدوا، حتى لا يقعوا في الكفر.
                     هدانا الله وإياهم سواء السبيل
                            الشيخ أ.د وهبة الزحيلي




Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Powered By Blogger